الخضر يتعثّرون في رواندا
تعادل بطعم الخسارةتعادل بطعم الهزيمة حقق المنتخب الجزائري تعادلا مخيبا على حساب مضيفه الرواندي المتواضع بملعب اماهورو بالعاصمة كيغالي في أول مباراة من الجولة الأولى للتصفيات المزدوجة لكأسي العالم وإفريقيا 2010 .
المرحلة الأولى عرفت سيطرة لأشبال المدرب رابح سعدان، بحيث سيطروا على مجريات اللعب وتجسد ذلك في ثلاث فرص كانت سانحة للتهديف تم تضييعها أمام دفاع رواندا الذي بدا هشا. ففي الدقيقة الـ8 الكرة تصل إلى غزال الذي يسدد لكنها وجدت أحضان الحارس ندوري، تلتها فرصة أخرى من لموشية الذي استعاد الكرة ويتوغل داخل منطقة العمليات، يوزع لمطمور الذي كان في موقع جيد لكنه لم يحسن استغلال الكرة، في الدقيقة 13، وبعدها بدقيقة ارتكب دفاع زامبيا خطا فادحا لتصل الكرة الى غزال الذي كان وحيدا يسدد بكل قوة لكن القائم الأيسر لمرمى رواندا يرد الكرة.
أخطر فرصة لأصحاب الأرض جاءت في الدقيقة 25 بعد مخالفة منفذة بإحكام من الجهة اليسرى ردها صايفي بالخطإ اتجاه المرمى لكن الحارس ڤاواوي تألق وأبعدها ببراعة الى الركنية، وواصل الخضر تضييعهم للفرص، بحيث استعاد غزال كرة بالقرب من العمليات يتوغل ويوزع لصايفي لكن الحارس الرواندي يخطف الكرة من رجل المهاجم الجزائري في الدقيقة 28 . وقبل نهاية الشوط الأول ضيع صايفي فرصة فتح باب التهديف بعدما تلقى كرة من زميله بلحاج.
المرحلة الثانية كانت عكس سابقتها إذ رمى لاعبو المنتخب الرواندي بكامل ثقلهم، مستغلين المساحات التي تركها رفقاء صايفي في وسط الميدان وعلى الأطراف بعد تراجعهم إلى الوراء معتمدين على الهجمات المعاكسة خاصة عن طريق بلحاج الذي توغل في الدقيقة 56 ووزع الكرة إلى القائم الثاني وكادت تخادع الحارس الرواندي.
ضغط الروانديين كلف الخضر عدة أخطاء خاصة في وسط الميدان، ففي الدقيقة 73 ضيع منصوري الكرة لصالح مونتازا الذي وجه قذفة صاروخية لكن الكرة مرت فوق العارضة، وبعدها بدقيقة توغل كاراكيزي داخل منطقة العمليات سدد بقوة وتدخل بوقرة في آخر لحظة ليبعد الخطر عن مرمى الخضر، الذين واصلوا حملاتهم الخاطفة عن طريق بلحاج، هذا الأخير وبعد عمل فردي سدد كرة قوية جانبت مرمى الحارس ندوري، وبعد لعبة جماعية بين بوعزة وغزال الأخير يستقبل الكرة داخل منطقة العمليات يسدد بقوة ولسوء حظه الكرة ترتطم بأحد مدافعي رواندا، وفي آخر دقيقة من المباراة توغل متمور على الجهة اليمني ووزع كرة على طبق لبوعزة لكن أحد المدافعين سبقه وأبعدها بصعوبة، لتنتهي المواجهة بتعادل مخيب.
سعدان: "ضيعنا الفوز في الشوط الأول"
أثنى الناخب الوطني رابح سعدان على لاعبيه، مؤكدا أنهم بذلوا مجهودات كبيرة خاصة في المرحلة الأولى التي ضيع فيها الخضر الفوز، بالنظر للفرص الكثيرة المتاحة "لعبنا الشوط الأول بشكل جيد لكننا ضيعنا فوزا كان في المتناول بالنظر للفرص الكثيرة المتاحة والتي افتقدت إلى وضعها في الشباك". واعترف سعدان بقوة الفريق الرواندي لكنه قال إن البداية دائما صعبة.
الأرضية أعاقتنا والكرات لم تكن مناسبة
اشتكى سعدان كثيرا من الارضية مؤكدا أنها كانت ثقيلة جدا ولم تساعد لاعبيه، ولم يكتف سعدان عند هذا الحد بل واصل تبريراته محملا الكرات التي لعب بها المنتخب غير صالحة وهو أمر غير منطقي باعتبار ان الكرات نفسها لعب بها المنتخب التونسي وفاز في كينيا.
توكاتش: الجزائر فريق كبير لكنه أفلت من الخسارة
قال المدرب الكرواتي للمنتخب الرواندي توكاتش إن الجزائر منتخب قوي لكنه لم يقدم مستوى كبيرا مؤكدا انه يملك فرديات لكنه نجا من الخساراة خاصة في المرحلة الثانية "المنتخب الجزئري يملك فرديات ولكنه نجا من الخسارة أمامنا". مضيفا "كنا نبحث عن الفوز لكننا لم نحقق ما كنا نصبو إليه سنحاول التعويض في المواجهة المقبلة".
مطمورللشروق : "ضيعنا الفوز وسنتدارك في الجولات القادمة"
يرى كريم مطمور مهاجم نادي مونغلادباخ الألماني ان الخضر كانوا الأقرب لتحقيق الفوز امام رواندا، نظرا للكم الهائل من الفرص التي ضيعها المهاجمون في المرحلة الأولى، مؤكدا ان الوقت مازال أمامهم للعودة في الجولات المقبلة من التصفيات.
تيكيدي للشروق : "وجدنا صعوبات كبيرة أمام الجزائريين"
اعترف تيكيدي متوسط ميدان منتخب رواندا بأن منتخب بلاده وجد صعوبات جمة في المباراة التي جمعته بمنتخبنا الوطني السبت، مشيرا إلى أنه كان بإمكان الروانديين مباغتة الخضر في أي لحظة.
شهدت العاصمة الرواندية كيغالي تغيرا مفاجئا في حالة الطقس ساعتين قبل انطلاقة المواجهة الكروية بين المنتخبين الجزائري والرواندي، حيث تساقطت أمطار غزيرة مرفوقة بالبرد دامت حوالي نصف ساعة دون أن تؤثر على حالة أرضية الملعب التي بقيت جميلة جدا.
المنتخب الجزائري حيا الجمهور الرواندي
فور دخولهم أرضية ميدان ملعب اماهورو حيا اللاعبون الجزائريون الأنصار الروانديون الذين استجابوا بقوة للتحية، و كان المنتخب الرواندي هو أول من دخل أرضية الميدان تحت أهازيج الجمهور الرواندي الذي حضر بقوة.
الملعب اكتظ عن آخره ساعة قبل اللقاء
عرفت مدرجات ملعب اماهورو بكيغالي دخول حوالي 20 ألف مناصر أغلبيتهم من جماهير المنتخب الرواندي.
العلم الجزائري حاضر بملعب اماهورو
كان العلم الجزائري حاضرا بمدرجات ملعب اماهورو حيث حضر المواجهة ثلاثة مناصرين جزائريين يقطنون في رواندا والبورندي إضافة إلى أعضاء السفارة الجزائرية بأوغندا وممثلي نجمة.
تعزيزات أمنية مشددة
جرت المباراة وسط تعزيزات أمنية مشددة بسبب حضور الرئيس الرواندي.واضطر جميع الداخلين إلى الملعب للمرور على "سكانير" بما في ذلك التشكيلة الوطنية.
وفي غمرة الفرحة التي قد تغمر سعدان بهذا التعادل، فإن كثيرا يتساءل إن كان الرجل لم يخطئ التقدير، بداية من اختياراته للتشكيلة الأساسية التي لعب بها، حيث تفاجأ أكثر المراقبين لإقحام رفيق صايفي في الوقت الذي عاد فيه هذا الأخير منذ فترة بسيطة إلى المنافسة، علما وأنه لا يلعب أساسيا مع فريقه الفرنسي لوريان منذ فترة معتبرة، وهو ما انعكس واضحا على أداء النجم السابق لمولودية الجزائر، بل أنه كاد أن يفتح باب التسجيل ولكن في الإتجاه المعاكس.
ونعتقد بأن المدرب الوطني اختار الرهان على خبرة صايفي، لكن رهانه كان فاشلا حيث لم يكن صائبا على الإطلاق مثلما لم يصب كذلك عندما اعتمد على لاعبين تنقصهم خبرة الأجواء الإفريقية على غرار غيلاس وبوعزة وغزال، وهو ما ظهر واضحا في الشوط الثاني عندما تراجع أداء التشكيلة الوطنية لتترك المجال إلى المنافس كي يستحوذ على وسط الميدان، ومنه على المقابلة مباشرة بعد انطلاق الشوط الثاني، ولكن سعدان ترك الإنطباع بأنه لم يتفطن للأمر، وانتظر نصف ساعة الأخير كي يحدث أول تغييراته، تغييرات وإن حملت طابعا هجوميا إلا أنها لم تغير في مجريات اللقاء حيث ظل المحليون يحتكرون الكرة ويشكلون خطرا أكيدا على مرمى ڤاواوي، ولولا لطف الله لكانت الطامة الكبرى.
رواندا كشفت عورات "الخضر"
ربما كانت خيبة أمل الجزائريين كبيرة جدا وهم يتابعون منتخبهم الذي عجز عن نسج أكثر من ثلاث تمريرات متتالية، وظل يتخبط بين السماء والأرض في عشوائية حذر منها الجميع قبل المباراة إلا رابح سعدان ومنتخبه.كشفت مباراة رواندا بحق عورات "الخضر" من خلال الاعتماد على الأسماء الرنانة، كما أكدت بأن المعسكرات التي تسبق المباراة لا جدوى منها إطلاقا طالما ان النسوج كانت غائبة تماما وهو إجماع كل المتتبعين.
المتتبع للمباراة ورغم الأفضلية التي سبقت اللقاء للخضر وهي التي كانت تنتظر التجسيد فوق أرضية الميدان، إلا أن واقع الحال كان مرا للغاية، عجز في بناء اللعب نتيجة غياب صانع الالعاب و العشوائية في انتشار اللاعبين بالإضافة إلى نقص الانسجام في محور الدفاع لولا أن الثنائي بوقرة وحليش له من الفرديات ما أنقذ شرف "الخضر".
ويبقى التساؤل هو كيف لمدرب يقحم غيلاس كقلب الهجوم وهو الذي عجز مثلا عن فرض نفسه في تشكيلة الدرجة الثانية في اسبانيا، ورفيق صايفي الذي لم يعد يقحم في فريقه "المتواضع" لوريون إلا في ربع ساعة الأخير بسبب التقدم في السن والعودة المتأخرة من الاصابة.
واذا كان الشوط الثاني للمدربين فإن الشوط الثاني كان حقا للمدرب الكرواتي بينما ظل سعدان يحمل حقيبته السوداء نذير الشؤم وعجز عن إصلاح الأعطاب الحاصلة في الوسط من خلال تأخير دخول حاج عيسى وإقحام الثنائي بوعزة وجبور جملة واحدة دون بوصلة فوق الميدان، الكل يختار وجهة إذ أن الفرديات وحدها لا تقدم الإضافة.
مباراة رواندا أكدت بأن طريق المونديال شاق وصعب ويحتاج الى كثير التضحيات مثلما يحتاج الى كثير من الشجاعة للمدرب سعدان واختيار أفضل العناصر دون أن يؤثر فلان أو علان عن خياراته ودون أن يترجى أحدا بالجلوس على مقاعد الاحتياط، مثلما أكدت مباراة أمس أن الوصول إلى انغولا بات من الأولويات لأن بالذهنية التي يسير بها الفريق وبمثل الأداء الذي قدمه أمام رواندا