alidjemai عضو ذهبي
عدد الرسائل : 2727 العمر : 49 تاريخ التسجيل : 16/04/2009
| موضوع: العلامة عبد الحميد إبن باديس الإثنين مايو 02, 2011 4:46 pm | |
| ولد عبد الحميد بن باديس في 05 ديسمبر 1889 بقسنطينة من عائلة ميسورة الحال تعود أصولها إلى بني زيري التي ينتمي إليها مؤسس مدينة الجزائر بلكين بن مناد ، تلقى تعليمه الأول بمدينة قسنطينة على يد الشيخ حمدان لونيسي وحفظ القرآن الكريم في صغره. انتقل ابن باديس سنة 1908 إلى تونس لمواصلة تعليمه بجامع الزيتونة ، وبه تتلمذ على يد الشيخ الطاهر بن عاشور ، وتحصل بعد أربع سنوات على إجازة الزيتونة . ومن تونس رحل إلى الحجاز لأداء فريضة الحج واستقر بالمدينة المنورة أين التقى معلمه الأول حمدان لونيسي وهناك واصل تلقي العلم حتى حاز درجة العالم ، وفي طريق عودته إلى الجزائر عرج على القاهرة و بها تتلمذ على يد الشيخ رشيد رضا .
بعد استقراره بقسنطينة بدأ الشيخ عبد الحميد بن باديس مهمته الإصلاحية بعد أن نضج وعيه الإسلامي وتأثر بأفكار الجامعة الإسلامية وأدرك أن طريق الإصلاح يبدأ بالتعليم لأنه لا يمكن للشعب الجاهل أن يفهم معنى التحرر ومحاربة الاستعمار ، لذلك باشر ابن باديس تأسيس المدارس وتولى بنفسه مهمة التعليم وركز على تعلم الكبار بفتح مدارس خاصة به لمحو الأمية كما اهتم بالمرأة من خلال المطالبة بتعليم الفتيات إذ أنشأ أول مدرسة للبنات بقسنطينة سنة 1918 ، واعتبر تعليم المرأة من شروط نهضة المجتمع لكن تعليم المرأة لا يعني تجاوز التقاليد والأخلاق الإسلامية . وسع بن باديس نشاطه ليفتتح عدة مدارس في جهات مختلفة من الوطن بتأطيـــر من شيوخ الإصلاح أمثال البشير الإبراهيمي ومبارك الميلي وغيره ،كما ساهم في فتح النوادي الثقافية مثل نادي الترقي بالعاصمة وساعد على تأسيس الجمعيات المسرحية والرياضية .
اعتمد بن باديس على عقلية الإقناع في دعوته إلى إصلاح أوضاع المجتمع ، وحارب الطرقية والتصوف السلبي الذي أفرز عادات وخرافات لا تتماشى وتعاليم الإسلام الصحية ، كما نبذ الخلافات الهامشية بين شيوخ الزوايا ودعا إلى فهم الإسلام فهما صحيحا بعيدا عن الدجل والشعوذة ورفض التقليد الأعمى والارتباط بالإدارة الاستعمارية وقد اختصر مشروعه الإصلاحي في :" الإسلام ديننا والعربية لغتنا و الجزائر وطننا " وقد وقف في وجه دعاة الاندماج وقاومهم بفكره وكتاباته ومحاضراته وعبر عن آرائه في جريدة الشهاب والمنتقد والبصائر واهتم بن باديس بنشر الثقافة الإسلامية من خلال بناء المدارس والمساجد وتوسيع النشاط الدعوي والثقافي والصحافي، لذلك عمل مع أقرانه من أمثال الشيخ البشير الإبراهيمي – الطيب العقبي – العربي التبسي – على تأسيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في 05 ماي 1931 وانتخب رئيسا لها إلى غاية وفاته في 16 أفريل 1940 وهي في الواحدة والخمسين من عمره ، شارك ضمن وفد المؤتمر الإسلامي سنة 1936 ، وسافر إلى باريس لتقديم مطالب المؤتمر إلى الحكومة الفرنسية ، وبعد العودة ألقى خطابا متميزا في التجمع الذي نظمه وفد المؤتمر بتاريخ 02 أوت 1936 لتقديم نتائج رحلته ، وقد كان خطاب عبد الحميد بن باديس معبرا عن مطالب الجزائريين.
| |
|